الجمعة، 11 يونيو 2010

مواطنون أجبروا على المبيت في الشارع وافتراش الرصيف

أجهزت الكهرباء على ما تبقى من أشلاء صحة المواطن وقضت على أوصال راحته، عندما أرغمته على أن يظل طوال ليلة أمس مستيقظا يتقلب على جمر حرارة الطقس الملتهب، وسخونته التي تزيغ العقول والأبصار، بعد أن قطعت التيار على كافة أحياء مدينته المكلا لمدة تراوحت ما بين ثمان إلى عشر ساعات
واضطر معظم المواطنين لمغادرة منازلهم وفي وقت متأخر من الليل لافتراش أرصفة الشوارع والساحات العامة بحثاً عن مكان مناسب للنوم دون طائل، مما أدى إلى تعطل مصالحهم الحياتية وعدم ذهاب بعضهم لممارسة مهامهم اليومية شهر أسود آخر تضيفه المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت ومن خلفها السلطة المحلية إلى سجلها الطويل المخزي، الذي يبدو أن أحدث ضحاياه هم الطلاب المقبلين على الامتحانات النهائية في مرحلتي الشهادة الأساسية والثانوية العامة، والشهادة الجامعية، الذين سيجبرون على خوض غمار الامتحانات في أجواء أقل ما توصف بأنها مأساوية وغير محفزة إلا على الإحباط واليأس، والرغبة في تحقيق النجاح بطرق ملتوية وغير مشروعة، هذه هي البشرى والهدية التي زفتها الكهرباء على أسلاك من نحاس مهترئة لفلذات أكبادنا، مع قرب موعد الامتحانات، جرعة جديدة من الانطفاءات العشوائية طويلة الأمد، التي ستجهض طموحاتهم وتخيب آمالهم وتحيل أحلامهم بالتفوق إلى سراب، في حين تبقى الابتسامة مرسومة على محيا المسئولين دون أن يشعر أحدهم بذرة حياء أو خجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق