كتب/ صالح حسين الفردي
الذهاب إلى المجهول:
وابتدأ المشوار وبدأت الملامح المخيبة للآمال تظهر للملأ وتبرز للعيان، وتعالت الأصوات محذرة من مغبّة الاستمرار في مشروع الصرف الصحي الذي لوحظ عليه الاستخدام البدائي لآلات الحفر، والإيغال في تعميق الحفر، مع ضآلة وصغر اتساع المواسير المستخدمة، فسدّت منافذ وأغلقت طرقات، فتعثر فيها تلك الحفر العميقة والمتسعة الكثير من العجزة وكبار السن والأطفال، فأصيب البعض منهم بكسور، وسقط البعض صريعاً تحت ركامه وأتربته، فلم يحرك مجلسنا (المحلِّي) بالمحافظة والمديرية ساكناً أمام هذه الأضرار التي لحقت بالقاطنين والعابرين بطريق هذا المشروع، ليغدو كابوساً يقض مضجع الجميع، ويدعو ليلاً ونهاراً أن يزيحه عن شارعه وجدار منزله، وتحسّر الناس على أيام شركة (الدندار) وما أدراك ما (الدندار) الذين رصعوا الشوارع بالأحجار، وأصلحوا المجاري بكل حرفنة وإبهار، فسلام على (الدندار)، أما (مجاري ديس المكلا) فقد ظن المواطن، أن هناك سلطة محلية حريصة على حياته ومصيره وتقف إلى جانبه فتسخّر كل الإمكانيات لتوفير البنية التحتية المتينة والخالية من العيوب الفنية والاخلالات الهندسية المميتة، إلا أن غبار المصير المجهول والعبث المنظور قد تصاعد ليطمر أجواء (ديس المكلا) بروائح غير حميدة تناثرت من دهاليز يوميات المشروع الذي انحدر إلى المجهول، ولم يستطع إيقاف تداعياته المحافظ الأسبق والسابق والراهن، برغم وعودهم المتكررة بالوقوف بجدية أمام هذه الإخفاقات التي واكبت سير المشروع وشروطه السلامة وحسن تنفيذه، وكان آخرها ما صرّح به المحافظ سالم أحمد الخنبشي باعتزام السلطة المحلية بالمحافظة استقدام خبير دولي للكشف عن ماهية المشروع ومدى مطابقته للمواصفات الدولية وفقاً والعقد المبرم بين المقاول المنفذ والحكومة، وران الصمت، والجميع مازال منتظراً مجيء ذلك الخبير الذي سيضع الأمور في نصابها ويخلق الطمأنينة في قلوب قاطني حي (ديس المكلا).
لجنة داري على (المجاري) داري:
والملفت – اليوم – إن هناك تسريبات بطي ملف هذا المشروع من خلال قرار وزير المياه بتشكيل لجنة وزارية ومحلية لاستلام المشروع، بعد أن دفن تحت التراب، جاء الدور على دفنه بحفنة أوراق ترمي بتبعاته ومشكلاته المستقبلية على السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية وفرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بحضرموت الساحل، الأمر الذي يضعهم أمام حقائق الأشياء ويخرجهم من شبهة التواطؤ، ويدفع بهم إلى المواجهة – في قادم الأيام – مع قاطني (ديس المكلا)، فمتى يدرك محلي حضرموت والمكلا دوره وينهض به ويمارسه بصحوة ضمير، ويضعه في سلم أولوياته، إلا إذا كان أعضاء مجلسينا ليس لديهم وقت لمثل هذه القضايا الملحة، ومنشغلون بجائزة نهاية الخدمة، الممنوحة لهم كقطع أراض، يقال أنها وقد ثارت المكلا في وجه منحها على امتداد كورنيش الستين، يسارع الجميع إلى الحصول عليها في القمر أو في نصفه، المهم الجائزة، وكان الله بالسرّ عليم، أللهم إني بلغت أللهم فاشهد. وكفى!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق