الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

صناعة الجهل في الهوجة الإعلامية العديني نجماً باجعالة مخترعاً

هنا المكلا/كتب/ وليد التميمي






صناعة الجهل الهوجة الإعلامية العديني
تعم بعض المدن الكبرى في بلادنا منذ أكثر من أسبوع التظاهرات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة التي لم تخرج للشوارع لأحياء الذكرى الثانية للحرب على غزة، أو للتحذير من تداعيات تقسيم السودان وتفتيته، ولا للمطالبة بإصلاح نظام الحكم القائم وإعلان موقف ثابت من ديمقراطية التداول السلمي للسلطة، أو الدعوة للإنصات للغة العقل والمنطق لتجنيب البلاد والعباد شر الانزلاق في تصدعات الوحدة الوطنية، ولكنها (نظمت) لتوديع واستقبال واحتضان نجم الخليج فؤاد عبدالواحد.


فتح عكا أو قرار رفع الحصار عن غزة تصوروا..
شباباً في مقتبل العمر ورجالاً وشيوخاً وصبية صغار نزلوا بالمئات بل بالآلاف للساحات العامة يرقصون ويتمايلون فرحا وطرباً بظفرالعديني للقب نجم الخليج. وكأني بهذا الشاب الموهوب قد عاد من دبي إلى أرض الوطن وفي جعبته خارطة فتح عكا أو قرار رفع الحصار عن غزة، أو أن نجوميته ستفتح الأبواب على مصراعيها لالتحاق اليمن بمنظومة مجلس التعاون الخليجي وستسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي وتوافد أرتال السياح، واستعادة العملة الوطنية لهيبتها التي سحقت تحت (سطوة) الدولار والريال السعودي؟!.
مدارس الهشّك بشّك
كل من راقب وتابع ( عن بعد) إرهاصات الهوجة الإعلامية التي سبقت ورافقت وتلت مرحلة تنصيب عبدالواحد نجماً للخليج، والتي تضمنت تدبيج المقالات والكتابات الصحفية في مديح وإطراء الموهبة القادمة، ونشر إعلانات دعمه جماهيريا، ودخول شركات الاتصالات اللاسلكية على خط الترويج لأسمه بتخفيضها لقيمة رسائل التصويت في المسابقة من (50) إلى (30) ريال، ومن ثم تقديم خدمات رنات لوصلات عبدالواحد، رغم أنه مازال( عاده صغير يربونه)!، سيدرك أنها عبارة عن محاولة يائسة لإزاحة تبعات إخفاق المنتخب الوطني في خليجي 20، ومسعىً رسمياً دوؤباً لتلميع صورة اليمن في الخارج، وإيهام الآخرين بأننا دولة تتنفس من أوكسجين الرفاهية، وشعبها ينعم بالترف العميم والغناء الفاحش! ولا يرزح تحت خط الفقر والفاقة والجوع والبطالة، وأننا لا نعاني من مشكلات وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة، بالإضافة إلى استثمار الحدث للولوج لحلبة الانتخابات النيابية بدعاية الاهتمام بالشباب ورعاية الموهوبين العباقرة، الذين جرى حصرهم بلاعبي الكورة وجيل الفنانين الغنائيين جلهم من خريجي مدارس (الهشك بشك، ورقصني يا جدع على وحدة ونص)! دون إمعان النظر في إسهامات المبدعين الحقيقيين الذين بإمكانهم النهوض بمقدرات الأمة وتفجير طاقاتها وتسجيل حضورها الفاعل في المحافل الدولية والإقليمية.
دون صخب أو ضجيج
فأمثال أبناء حضرموت المخترعين فهد باعشن وهاني باجعالة و علي باسنبل وإلى جانبهم الدكتور ناصر الذيباني، هم الذين يستحقون أن نغمرهم بمظاهر الاحتفاء والتكريم بعد أن حصدوا أوسمة الذهب والبرونز والفضة في معارض دولية بسويسرا والكويت والسعودية باختراعات من شأنها أن تغير مجرى التاريخ وتحدث نقلة نوعية في حياة البشرية، كما شارك الدكتور الذيباني في مستشفى وليام بومونت بالولايات المتحدة الأمريكية في عملية إشعاع داخلي عالٍ بجرعة واحدة أجريت ولأول مرة في تاريخ سرطان البروستات، دون أن يحاط أياًمنهم بصخب أو ضجيج إعلامي، رغم أنه من المفترض أن نباهي العالم بانتمائهم لهذه الأرض الطيبة، وأن نطير بأسمائهم في أجواز الفضاء، لا أن نتجاهلإبداعاتهم وابتكاراتهم حتى يطويها الإهمال والنسيان والجحود والنكران.

العديني.. القدوة!
ومن وجهة نظري فإن الاحتفاء المبالغ فيه بالشاب فؤاد عبدالواحد سيؤثرسلباً عليه شخصياً وعلى موهبته تحديداً، فقد يركبه الزهو والغرور، وهويعيش في حالة صدمة وذهول من ضخامة المظاهر التي حاصرته بعد فوزه باللقب،ولا استبعد أن يتعرض نجمه للأفول سريعا، تماما كما حدث مع منتخب الأمل الذي احترف لاعبيه بعد عودتهم من المشاركة في كأس العالم للشباب بفنلندا 2003م في (حضيرة) القات و(إسطبلات )الشيشة والمداعة.
وكل ما أخشاه أن تتفتق أفكار المختصين في وزارة التربية والتعليم عن مشروع إصدار مقرر أو منهاج دراسي إلزامي يروي قصة كفاح البعداني ومحطات إبداعاه، ليكون قدوة يحتذي به طلاب وتلاميذ المدارس والشباب كافة، بعد أن تمادى البعض بوصفة بـ(المعجزة)، في محاولة لصناعة الجهل وتغييب العقل وتزييف الوعي وتضليل
الواقع .ويا جماعة استحوا والله عيب!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق