وهذه الحوادث المأساوية البحرية تتسبب فيها منشآت ومحطات تقع على البحر وأخرى بعيدة عنه حيث تعمد تلك الجهات إلى مد أنابيب تحت الأرض أو عبر الأنفاق لتصل الفضلات والقاذورات إلى البحر ليصل بها على طول الشاطئ, واللافت أن بعض الجهات المعنية المسئولة عن صحة وعافية البحر تضع يدها بين الحين والآخر على عدد من هذه المخالفات ولعل أخطرها توصيل أنابيب تحت الأرض وتصريف مخلفاتها في البحر مباشره من دون أدنى معالجه والحفاظ على البيئة ويعد هذا من أخطر أنواع التلوث حيث تكثر الطحالب الخضراء بسببه وتؤدي إلى شلل يصيب الجهاز العصبي للغواص ومن ثم إلى وفاته.
كما أن بعض أصحاب "الوايتات" يفرغون ما في جوفها داخل أنابيب الصرف الصحي وينتهي كل شيء في نهاية المطاف عند قاع البحر أو الشاطئ أما "بيارات" الامتصاص القريبة من البحر، فلا يجد ماؤها الآسن عائقاً في الوصول إلى شاطئ كورنيش خور المكلا ليعطي صوره سيئة لهذا المشروع.
وتشكل ناقلات النفط القاصدة موانئ تصدير النفط بالمكلا ! خطراً على تلوث المياه إذ تقوم بضخ مياه البحر في صهاريجها لكي تقوم هذه المياه بعملية توازن للناقلة حتى تصل إلى مصدر شحن النفط فتقوم بتفريغ المياه الملوثة في البحر مما يؤدي إلى تلوثها بمواد هيدروكربونية أو كيميائية أو حتى مشعة وبحسب الدراسات العلمية يكون لهذا النوع من التلوث آثار بيئية ضارة وقاتلة لمكونات النظام الايكولوجي وتقضي على الكائنات النباتية والحيوانية.
إن نحو أكثر من 150 كيلومتر من شواطئ المكلا أصبحت عديمة الفائدة للحياة البحرية لتلوثها وكسوتها باللّون الأخضر للطحالب وستختفي منها الأسماك والكائنات البحرية خلال الفترة المقبلة ما يعد مؤثراً اقتصادياً على البلاد وعلى الصياديين البسطاء.
وحسب الهيئة الإقليمية المحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن التي أصدرت تقريراً عن صحة البحر الأحمر فإن أطنان المياه الآسنة تأخذ طريقها إلى البحر إلى جانب أعمال الحفر والردم والإخلال وطلبت الهيئة إيقاف هذه العمليات نهائياً.
وما يُضحك في تقرير اللجنة البرلمانية لمجلس النواب اليمني شدد على ضرورة إجراء إصلاحات أساسية للإدارة المائية والبيئة وإعداد خارطة مائية وإنشاء محطات تحليه مياه البحر في المحافظات الساحلية وتغطية كل عواصم المحافظات بمحطات معالجة ذات تغطية مناسبة وإبلاء مشاكل الصرف الصحي كل الاهتمام باعتباره المصدر الرئيسي للتلوث.
إن الآثار البيئية الناتجة عن صرف مياه الصرف الصحي إلى مياه البحر يؤدى إلى انتشار الكثير من الجراثيم على المناطق الساحلية مما يؤدى إلى إضرار صحية جسيمة لمرتادي هذه الشواطئ وعلى البيئة البحرية والفطرية هذا بالإضافة إلى انتشار الروائح الكريهة المتمثلة في غاز كبريتيد الهيدروجين القاتل وتشويه الناحية الجمالية للشواطئ والبحر.
والمشكلة في البطانة السيئة التي تصّور أن مدينة المكلا مدينة نظيفة وخالية من العيوب, والمشكلة خطيرة وقائمة وهناك أناس منتفعين من استمراره, نحن ندور في حلقة مفرغة منذ 20 سنة، ولم يتغير الوضع بل ازداد سوءاً والمؤكد أن بحر المكلا يحتاج إلى جهود كبيرة حتى تعود له عافيته وسلامته والمشكلة ذات شقين الأول الصرف الصحي غير المعالج والثاني إيقاف ومحاسبة المصادر المجهولة التي تغذي البحر بالتلوث الكيميائي.
المصدر: منتديات هنا المكلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق