الخميس، 24 مارس 2011

اشتباك بين الجيش والحرس الجمهوري في المكلا تسبق جمعة الرحيل

اشتبك أفراد من الحرس الرئاسي الموالي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع وحدات من الجيش تدعم جماعات المعارضة ومحتجين يطالبون برحيله في بلدة المكلا يوم الخميس.

  وقال مصدر حكومي ان الاشتباكات أسفرت عن اصابة ضابط برتبة عقيد لم يتضح الى أي طرف ينتمي وألقت الضوء على التوترات في اليمن حيث انشق قادة كبار من الجيش ودبلوماسيين وزعماء قبائل هذا الاسبوع منضمين الى جانب المحتجين الذين يطالبون بالديمقراطية الذين ظلوا معتصمين في وسط صنعاء لنحو ستة أسابيع.
 

وكان الجيش والحرس الرئاسي -وهو قوة يقودها أحمد ابن صالح- قد اشتبكا في وقت سابق من الاسبوع الجاري في المكلا الساحلية الواقعة بمحافظة حضرموت مما أسفر عن سقوط قتيل من كل جانب.

 

وقدم كل من صالح وجماعات المعارضة اقتراحات للاصلاح. وعرض صالح يوم الاربعاء اجراء انتخابات رئاسية جديدة بحلول يناير كانون الثاني 2012 بدلا من موعد انتهاء ولايته في سبتمبر أيلول عام 2013 .

ودعت مجموعة تنضوي تحتها منظمات للمجتمع المدني الى تشكيل مجلس انتقالي من تسع شخصيات تكون غير متورطة في فساد "النظام القديم" لصياغة دستور جديد خلال فترة ستة أشهر قبل الانتخابات.

 

لكن الاقتراح الذي قدمته المجموعة التي يطلق عليها الكتلة المدنية لم يتطرق الى مصير صالح بعد ذلك.

وقالت أحزاب معارضة يوم الخميس انها ملت من التنازلات التي تأتي بشكل متقطع. وقال محمد صبري وهو متحدث باسم المعارضة ان هذا الحديث يهدف الى تعطيل الاعلان عن موت النظام. وأضاف أن المعارضة لا تحتاج لتقديم رد.

 

وقدم صالح الذي يتولى السلطة منذ عام 1978 عرضه في خطاب أرسل للمعارضة وكذلك الى اللواء علي محسن قائد المنطقة الشمالية الغربية.

 

وكان محسن قد أعلن هذا الاسبوع تأييده للمحتجين في ضربة لصالح ساعدت على تحويل الموقف ضده. وقام محسن ومنشقون اخرون بخطوتهم بعد مقتل 52 محتجا بالرصاص في صنعاء الاسبوع الماضي.

 

وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في تقرير "انقلبت موجة المد السياسي في اليمن بشكل حاسم ضد الرئيس علي عبد الله صالح... خياراته محدودة.. يمكنه اما أن يحارب جيشه أو أن يتفاوض على نقل سريع وكريم للسلطة."

 

وكان رد صالح ازاء انشقاق حليفه محسن الذي كان ينظر له على أنه ثاني أقوى شخصية في اليمن بعقد سلسلة من الاجتماعات مع قادة الجيش وزعماء القبائل حذر خلالها من "انقلاب" يمكن أن يؤدي الى حرب أهلية.

كما أن أجهزة المخابرات تقف الى جوار صالح وتقول القوات الامنية انه كثف من حراسته الشخصية خشية التعرض لمحاولة اغتيال.

 

وما زالت الدول الغربية ودول عربية حليفة مثل المملكة العربية السعودية تشعر بالقلق ازاء وجود فراغ للسلطة في حالة تنحي صالح بصورة تشجع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز هناك.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الخميس "كانت تربطنا علاقات عمل جيدة مع الرئيس صالح. وهو حليف مهم في مجال مكافحة الارهاب."

 

لكنه أضاف "ولكن من الواضح ان هناك الكثير من مشاعر الاستياء داخل اليمن وأعتقد اننا سنستمر في مراقبة الوضع. ولكننا لم نقم بالتخطيط بأي شكل لما بعد صالح."

وزادت مواقف المحتجين الذين يعتصمون بالالاف خارج جامعة صنعاء منذ نحو ستة أسابيع حدة نحو صالح ورفضوا فكرة بقائه.

 

وهم يعتزمون الزحف الى القصر الرئاسي يوم الجمعة وهو ما يمكن أن يجتذب مئات الالاف.

وتجمع نحو عشرة الاف شخص صباح يوم الخميس ورددوا هتافات مثل "ارحل يا جبان.. يا عميل الامريكان".

وقالت قناة الجزيرة القطرية الاخبارية ان السلطات سحبت تراخيص مراسليها وأمرتهم بالتوقف عن العمل. وتتهم وسائل الاعلام اليمنية الحكومية الجزيرة بالتحيز.

 

وينقسم المحتجون حول موقفهم من محسن وهو ذو توجه اسلامي من قبيلة حاشد التي ينتمي اليها صالح والذي كان ينظر له الشعب على أنه ثاني أقوى رجل في البلاد قبل أن يتخلي عن صاحبه السابق.

 

وقال تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "هناك خطر أن يحل محل النظام الحالي نظام اخر يشترك معه في العديد من العوامل فتهيمن عليه النخبة القبلية من حاشد واسلاميين ذوي نفوذ."

ويضع محتجون صورة اللواء محسن على خيامهم في مكان الاعتصام بصنعاء لكن زعماء المعارضة ينظرون لدوافعه بريبة ولا يريد كثيرون أن يكون له دور في أي حكومة انتقالية مستقبلية.

 

من سينثيا جونستون ومحمد الغباري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق