السبت، 19 مارس 2011

وداعًا حضرموت المحافظة مرحبًا حضرموت الإقليم

07d972e2-b321-4d94-8c0b-6502a2537d83.jpg
لقد غدا إعلان إنشاء أقاليم في ما يسمى اليوم بالجمهورية اليمنية موضع إجماع سياسي وطني بعد أن انفردت بالدعوة إليه بعض أحزاب المعارضة ليصبح بعد ذلك مطلبًا لجميع المعارضة الرسمية واكتملت الحلقة بتصريح السلطة بتبنيه .

إن تشكيل إقليم حضرموت يعد الآن مكسبًا متقدمًا على ما كان يسمى بمحافظة حضرموت التي تمثل جزءًا من ذلك الإقليم ولا يجوز التفريط فيه كمكسب سياسي في أي صيغة سياسية قادمة تتمخض عنها الأحداث التي تعتمل في الوطن اليمني أيًا كان شكل أو هوية تلك الصيغة ، ويجب أن تضع الفعاليات الوطنية في حضرموت في الساحات أو في المجالس المشكلة ذلك الاستحقاق الوطني نصب عينها من الآن من حيث التمسك به والتفكير الجاد في بنيته ، حتى تكون مهيأة للمشاركة مستقبلاً في قرار صياغته وتشكيله قبولاً أو رفضًا بما يتوافق مع الهوية الحقيقية لمجتمع الإقليم ومصالحه الحيوية .
   أنا أعلم أن ربع قرن من الحكم المركزي العدني ثم الصنعاني لحضرموت قد خلق جيلاً من الحضارمة جاهل بهويته محتقر لذاته لا ينبهر إلا بكل ما يأتيه من غرب الوطن ( من صنعاء وعدن ) على كل الأصعدة ، ويسيء الظن بكل ما يتشكل على أرضه الحضرمية ، ولا يرى الحديث عن أي بقعة من الوطن يتصف بالمناطقية إلا الحديث عن حضرموت والحضارم ، وإذا تحدث عنه أتى حديثه مغمورًا بالاستحياء والارتباك وكأننا بدعًا من الشعوب التي نالت حقوقها واختارت مصيرها في إطار مستقل أو إطار دولة فيدرالية .
   لماذا لا نستفيد من التجارب العربية والإسلامية ، هل الشعب الحضرمي أقل آدمية من شعوب بعض دول الخليج التي تكبرها بعض مديريات حضرموت ، ومع ذلك تنعم باستقلال تطاول به كبريات الدول حولها ، أنا أعرف أن عامة الحضارمة أكثر ميلاً للوحدة الوطنية رغم زيف أقوال بعض أبنائهم المخذولين ، لكنهم ليسوا أقل استحقاقًا من كيانات وأقاليم تملك قرارها ومقدراتها في إطار دولتها الوطنية كإمارة دبي في الإمارات المتحدة أو إقليم كردستان في جمهورية العراق .
   لذا فإننا ينبغي أن نقول من الآن أيًا كانت اتجاهاتنا أو تصوراتنا لمستقبل البلاد وداعًا لعهد محافظة حضرموت مرحبًا وأهلاً بعهد إقليم حضرموت ، يقولها الذاهب إلى صنعاء أو الذاهب إلى عدن متسلحًا بتصور متكامل لكيف يتطلع أبناء الكيان الإداري الجديد أن يكون شكله وتكوينه ، وكل من موقعه ، فالسياسي عليه تأكيد المطلب والتمسك به والمشاركة في صياغته ، والمثقف عليه أن يقلب في أوراقه الثقافية والتاريخية لتأصيله ، ومن يستطع شيئًا في هذا الإطار فلا يبخل به .
   إن المناخ الآن في حضرموت يساعد على الطرح القوي للموضوع ، من نهوض وطني على المستوى الشعبي وما فعاليات ( الختايم ) وما شاكلها عننا ببعيد ، ونهوض ثقافي يعتمل في السنوات الأخيرة بقيادة بعض المؤسسات الثقافية بحضرموت ، وهو طرح اكتسب مشروعية وقد صبغ أخيرًا بغطاء سياسي ، فلا تفوتنكم الفرصة من أجل إنشاء الإقليم الحضرمي وإحكام بنائه بحيث يتمتع فيه الإنسان الحضرمي بما حرم منه طويلاً من الشعور بالانتماء الصافي في هذا الوطن الذي نراه الآن في مهب الريح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق