الثلاثاء، 28 يونيو 2011

برحيل ( بوعمر) تفقد حضرموت رمزاً بارزاً من رموز الذاكرة الشعبية والهوية

بوعمر

تودع حضرموت مساء اليوم الإثنين: 27 يونيو 2011م إلى مثواه الأخير بمقبرة يعقوب بالمكلا، الفنان والباحث في الفنون الشعبية الأستاذ سعيد عمر فرحان ( بوعمر)، الذي وافته المنية فجراً، عن عمر ناهز 64 عاماً.

وبرحيله تفقد حضرموت - كما جاء في بيان النعي الصادر عن اتحاد الأدباء بالمكلا- رمزاً بارزاً من رموز الذاكرة الشعبية والهوية التي كان (بوعمر) منشغلاً بها في ما يشبه الوجد بها انشغال عاشقٍ للتراث والفنون لشعبية التي جاب من أجل حصرها ورصدها وتوثيقها والإفادة منها وتطويرها أرجاء حضرموت سهولا وودياناً، مدناً وقرى وأريافاً، حواضر وبوادي، حتى استقرت في وعي الناس في حضرموت حالة التوحد بين ( بوعمر) والفنون الشعبية.
وجاء في بيان النعي- الذي تلقى موقع " هنا المكلا " نسخة منه- لقد تلقى الأدباء والكتاب والمثقفين والفنانين خاصة والمجتمع الحضرمي عامة، نبأ وفاة ( بوعمر) بالحزن والأسى، ذلك أن رحيل المبدع حالة من حالات التحول الإنساني بالمشيئة الإلهية، لكنه يتميز بأن الخسارة فيه تكون أفدح، لما يختزنه في ذاكرته من وعي فني ومخزون إبداعي، ولما انقطع بالرحيل من مشاريع كان يهجس بإنجازها سواء كانت على صعيد تقديم النماذج التراثية أو ما كان على صعيد التدوين والكتابة عن ألوان التراث الشعبي وفنونه التي لما تحظى بدراسات توازي أهميتها وخصوصيتها.
 واستطرد البيان: إن مناقب الفقيد عديدة ومميزة، فهو فضلاً عن كونه فناناً شعبياً ساهم في التنقيب عن درر التراث الشعبي، وتمثل خصائصه الفريدة، من خلال تأسيس فرقة الفنون الشعبية بمعية زملائه من عشاق هذا الفن، كان على درجة عالية من الوعي النظري والتطبيقي، من خلال الأوبريتات وتصاميم وإخراج الرقصات الشعبية بالانسجام مع رفاق مشواره الفني في المهرجانات المحلية والإقليمية والدولية، كما قدّم دراسات وأبحاثاً مميزة في المجلات والصحف السيارة، ومنها مجلة ( آفاق) الصادرة عن اتحاد الأدباء منذ مطلع الثمانينيات، كما كان مشاركاً في فعاليات الاتحاد بتقديم المحاضرات المتميزة، وكان يعد قبل وفاته بأشهر محاضرة عن بعض الخفايا في الرقص الشعبي في المناطق التي لم تسلط عليها الأضواء الكافية.
 ونوّه البيان بـ( بوعمر) وكاريزما شخصيته الاجتماعية، وبساطته، وابتسامته الصافية التي كانت سفيراً إلى قلوب الناس، مثلما كان سفيراً غير معين لبلاده في اصقاع العالم من خلال لغة الرقص الشعبي التي تختزل المسافات بين القوميات والأعراق واللغات، وتنشر ثقافة المحبة والجمال، وتؤكد خصوصية الهوية، وتنعش الذاكرة الشعبية.
واسترجع البيان في الختام مترحماً على الفقيد الراحل سائلا المولى – عز وجل – أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذوية ومحبيه الصبر والسلوان، مؤكداً أن الوفاء للمبدعين الراحلين أنما يكون يتجاوز السير خلف الجنازة وإقامة الحفل التأبيني، إلى الحفاظ على ما تركوه، وإكمال ما خططوا لإنجازه أو ظل هاجساً من هواجسهم التي حال بينها وبين التحقق ظروف وإمكانيات غير متاحة، أو غير مشجعة على الإبداع كالتي عانى منها ( بوعمر) وغيره من مبدعينا في شتى فنون الإبداع الفني والأدبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق