الثلاثاء، 7 يونيو 2011

هادي غير قادر على دخول دار الرئاسة صالح لم يعد قادرا على التنفس، ومحاولات لفرض نجله أحمد في مجلس انتقالي لإدارة البلاد

صالح

أصبح الوضع الصحي للرئيس علي عبد الله صالح، مثيرا للشفقة لدى البعض، ومثار شماتة بالنسبة للبعض الآخر، خصوصا بعد أن بدأت حقائق وضعه الصحي تتكشف، وتجد طريقها إلى عناوين الأخبار في جميع وسائل الإعلام العربية والدولية، لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن صالح لم يعد قادرا حتى على تحمل مسؤولية السرير الذي ينام عليه، فضلا عن تحمل مسؤولية بلد تعصف به ثورة شعبية، وأزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة.

يدرك صالح، ما آل إليه وضعه، وحالته النفسية لا تبشر بأنه قادر على التكيف مع واقعه الجديد، حيث أكد مصدر خاص في الرياض لـ"مأرب برس" بأن صالح يمر بأزمة نفسية حادة جدا، خصوصا وأنه يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، ومن أجل البقاء في السلطة في آن واحد، في ظل الضغوط السياسية الكبيرة التي تمارس عليه حاليا.

لا زالت المصادر الرسمية اليمنية، تتكتم على الوضع الصحي لصالح، في الوقت الذي بدأت حقائق وضعه تتكشف شيئا فشيئا، وآخر ما تم الكشف عنه اليوم، هو ما كشفت شبكة سي إن إن الأميركية، من معلومات تؤكد بأن صالح يعاني من انهيار إحدى رئتيه، وتوقفها عن العمل، فيما كشف مراسل قناة العربية في الرياض، نقلا عن مصادر طبية بأن صالح يخضع للتنفس الصناعي، نظرا لعدم قدرته على التنفس بشكل طبيعي، ولهذا فإنه لا زال في غرفة العناية الفائقة لمراقبة حالته الصحية الحرجة.

ليس هذا كل شيء، فصالح لا زال بحاجة إلى العديد من عمليات التجميل، نظرا لأن أكثر من 40 بالمائة من جسمه مصاب بحروق بليغة، كما أن صالح يعاني من مشاكل في فقرتين من فقرات مؤخرة رأسه، والأضرار التي يعاني منها وفقا لمصادر طبية سعودية كبيرة، كما أن صالح يعاني من مضاعفات خطيرة، من بينها الفشل الكلوي، وهناك ضربة خطيرة تعرض لها في منطقة المخيخ، بالإضافة إلى مشاكل خطيرة في عينيه.

أما كبار مسئولي نظام صالح الذين يتلقون العلاج في الرياض، إلى جواره، فلا يقل وضعهم الصحي سوءا عنه، فبعضهم لديه مشاكل صحية كبيرة، وبعضهم بترت أطرافهم، ولا يسمح بزيارتهم إلى لمدد تتراوح من دقيقة إلى ثلاث دقائق.

وأكد مصدر خاص لـ"مأرب برس" بأن رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني، ورئيس مجلس الوزراء علي محمد مجور، فقدا بصرهما نهائيا، ولم يتستنى لـ"مأرب برس" التأكد من هذه المعلومة حتى الآن.

وهذا الوضع الصحي لصالح ولكبار رجال دولته، فضلا عن مقتل عدد كبير من معاونيه، يجعل عودة صالح كرئيس لليمن، أمرا في غاية الصعوبة، وقد أكدت مصادر غربية لقناة الجزيرة، بأن صالح إذا عاد فلن يعود إلا بعد أشهر بسبب وضعه الصحي.

غير أن هذا ليس كل شيء من بشائر اندثار جمهورية الرئيس صالح، فقد أكدت مصادر خاصة لـ"مأرب برس" بأن صالح فقد خلال العملية التي تعرض لها دار الرئاسة، عددا كبيرا من أهم أركان حكمه، بما في ذلك نجله صلاح، الذي قتل خلال العملية، فيما أصيب هيثم محمد صالح الأحمر، ولم يتم التأكد من صحة هذه الأنباء حتى الآن.

ما من شك إذن، بأن زمن صالح قد انتهى، لكن زمن ما بعد صالح لم يبدأ بعد، نظرا لأن نجله أحمد لا زال يطبق بقبضته على دار الرئاسة، ما يثير مخاوف من أن تدخل الثورة اليمنية مرحلة جديدة، من المطالبة برحيل العميد أحمد علي، بعد رحيل والده.

مصادر خاصة لـ"مأرب برس" أكدت بأن القائم بأعمال رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، تعرض للمنع من مزاولة عمله في دار الرئاسة، من قبل نجل صالح، الذي يرفض أي توجيهات لنائب الرئيس، وعلى رأسها التوجيه بعقد هدنة مع أنصار الشيخ صادق الأحمر في منطقة الحصبة، وسحب التعزيزات العسكرية من المنطقة، حيث وجه أحمد علي، اليوم بحشد قوات ودبابات إلى محيط بيت الأحمر، ما ينذر بدخول البلاد في دوامة جديدة من العنف.

ووفقا لذات المصادر فإن هناك تمردا يقوده نجل صالح، ما ينذر بعدم انتهاء الأزمة حتى وإن مات صالح، حيث أكدت المصادر بأن العميد أحمد علي عبد الله صالح، ينتهج سياسات تصعيدية، وكأنه يقول "الدولة حق أبي"، وإلى جواره ولدا عمه عمار ويحيى محمد عبد الله صالح.

بكل تأكيد هناك ضغوط دولية وعربية للخروج من الأزمة، وفقا لعرضين مطروحان حاليا من قبل أطراف دولية عديدة، الطرح الأول هو العودة للمبادرة الخليجية، ببنودها المعروفة، والعرض الثاني وهو الخيار الأكثر خطورة، أن يتم تشكيل مجلس مدني عسكري، يضم كلا من اللواء علي محسن صالح، والعميد أحمد علي عبد الله صالح، وأحزاب اللقاء المشترك، وممثلين عن الشباب، لإدارة المرحلة الانتقالية، ولا يبدو بأن هذا العرض سينال قبولا من قبل القوى الثورية.

بالنسبة لأحزاب المعارضة ليس هناك مانع من نقل السلطة لعبد ربه منصور هادي، وفي حال فشل ذلك فلديها خيار آخر يحظى بتأييد شباب الثورة وهو تشكيل مجلس انتقالي، غير أن أوروبا وأميركيا لا تقبل بهذا الطرح، فقد هددت اللقاء المشرك وفقا لقناة الجزيرة بعدم الاعتراف بالمجلس الانتقالي المزمع إنشاؤه من قبل الشباب في حال عدم قبول المشترك بالمبادرة الخليجية، التي من المتوقع إعادة تفعيلها مجددا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق