الأحد، 6 يونيو 2010

نجم البلدة واهميتة لمدينة المكلا ومناطق حضرموت الساحلية


مميزات النجم الفلكي ( البلدة ) وأهميته لـ مدينة المكلا والمناطق الساحلية والزراعية بـ محافظة حضرموت

مميزات النجم الفلكي (البلدة) وأهميته

تواكباً مع إقتراب موعد حلول النجم الفلكي ( البلدة ) على مدينة المكلا خاصة وباقي المناطق الساحلية والزراعية بمحافظة حضرموت عامة .
إسمحوا لي إخوتي وأخواتي الأعزاء أن أضع بين ثناياكم هذا الموضوع عن مميزات النجم الفلكي ( البلدة ) وأهميته لمدينة المكلا وباقي المناطق الساحلية والزراعية بمحافظة حضرموت :


النجم الفلكي ( البلدة ) :

هو أحد أنواء فصل الخريف الزراعي وهي المنزلة الثانية ، وتحل هذه المنزلة حسب تقويم المشهور المعروف والمنشور بمساجد محافظة حضرموت والمهرة ، في اليوم 15 من شهر من كل سنة ، وهذا التحديد بالحلول يتأخر عن حلول منزلة نجم البلدة عند تقويم بامخرمة بحوالي سبعة أيام ، أي أن حلولها في القرن العاشر الهجري كان في اليوم السابع من شهر يوليو ، ولتبيان هذا الخلل ، نقول أن الفلكيين يقولون بتزحلق الفلك درجة واحدة كل سبعين سنة ، أي أن المنزلة التي كانت في اليوم السابع من شهر يوليو في القرن العاشر الهجري ، فإنها وبعد مرور أكثر من أربعمائة عام تتزحلق ويصبح ظهورها في اليوم الخامس عشر من نفس الشهر .

فنجم البلدة أو هي منزلة البلدة كما يصف شكلها الفلكي القزويني ( فضاء في السماء ، لا كواكب به بين العائم وبين سعد الذابح وليس فيه إلا نجم واحد خامد يكاد لا يرى وهي ست كواكب مستديرة صفار خفية تشبه القوس ) .

ويتسم البحر في سواحل محافظة حضرموت بإنخفاض درجة حرارة مياهه وبرودته طيلة شهر يوليو الجاري والذي يتوافق مع حلول نجم البلدة بحضرموت , هذا النجم المميز عن غيره من النجوم الفلكية عند المناطق الساحلية في محافظة حضرموت لكون البحر يكون في ذلك النجم في أشد درجات البرودة .

وذكر الفلكي / سالم الجعيدي أن هذه الظاهرة هي نتيجة طبيعية لدفع الرياح الموسمية الجنوبية والموسمية ( رياح الدبور ) لكتل المياه السطحية وبصورة متعاقبة لتحل محلها المياه القاعية الباردة وترتفع بذلك التيارات الغائصة ذات الحرارة المنخفضة للأعلى فيبرد بذلك سطح البحر على سواحل حضرموت .
مشيراً إلى أن ظاهرة البرودة هذه لمياه البحر والتي تبلغ متوسط تقديرها إلى 15 درجة مئوية . سوف تستمر إلى ما قبل شهر أغسطس القادم ليعود دفئ البحر إلى ما كان عليه .

وذكر الفلكي / الجعيدي أنه منذ العام الجاري 2007م بدأت البرودة تشتد تدريجياً في مياه البحر منذ منتصف شهر يونيو على نحو متقدم مما هو معهود عليه في السنين الماضية وذلك من تأثير الأعاصير وتيارات الرياح الاستوائية الشديدة التي تشكلت في جنوب شبه القارة الهندية والتي أدت إلى تبكير صعود التيارات الباردة في سواحل محافظة حضرموت مما سنشهد معه أطول فترة لبرودة مياه البحر .



المدلول الثقافي للنجم الفلكي ( البلدة ) :


إنّ أكثر الفئات المهنية إحساسا بنجم البلدة وأشدها ارتباطا بها وبمتغيراتها النوئية هم المزارعون والصيادون ، ففي هذا النجم يتم التعاقد بين ملاك المزارع والعاملين عليها ، وبها يتحدد إنتهاء العقد من البلدة إلى البلدة ، وفيها يتم وضع بذور المحاصيل وتثمر النخيل ويكثر الرطب ، ويُقطف الكثير منه لتجفيفه على أرضية الاحواش ، أما الصيادون وهم الأكثر إرتباطاً وإحساسا لنجم البلدة ، لكونهم المعنيون بالبحر مصدر كسب عيشهم ، فان له دلالات خاصة ، وشعور متغلغل في وجدانهم ، فهم وفي عدة بدائيات وسائل إصطيادهم ومعداتهم البسيطة القديمة ليستطيعون مواجهة الأمواج العاتية إلا القليل منهم يغامرون بخوض البحر في أول النهار يصطادون الأسماك القريبة من الشاطئ أو القابعة في الخلجان الهادئة .

مزايا الإغتسال في النجم الفلكي ( البلدة ) :

من المشاهد المألوفة في المدن الساحلية من محافظة حضرموت خاصة عاصمة المحافظة مدينة المكلا ، نزول عدد من الناس قبيل شروق الشمس في أيام البلدة إلى الشواطئ للاغتسال في البحر البارد ، للانتعاش والمتعة ، وللفائدة الصحية ، كما يقول أهل مدينة المكلا :
( غسله في البحر في نجم البلدة , تغنيك عن حجامة سنة )

وكما تؤكد المعلومات الطبيّة إن برودة البحر مفيدة للمفاصل ولآلام العظام عند كبار السن وللروماتيزم ، وغيرها من الفوائد الصحية ، والسباحة في مياه البحر الباردة ، فيخفف عنهم حرارة الأجساد ويزيدهم نشاطا ، ويقظون وقتا ممتعاً على الرمال ، ولهم في الاستمتاع والتعلق بهذه العادة الاجتماعية العامة إعتقاد وطيد بإزالة أوساخ الدماء من الأجساد .



عسى أنّ الموضوع نال رضاكم وإستحسانكم

هناك تعليقان (2):

  1. بانتظار مجي البلدة

    تسلم اخوي

    ردحذف
  2. الكل ينتظر موسم البلدة بشوق
    حتى اتمنى مجيئها بفارغ الصبر فيها أحس بالأنتعاش

    ردحذف