الاثنين، 7 يونيو 2010

بورصة اللخم في ساحل حضرموت




عند دخولك إليه تشعر وكأنك في مقبرة لأسماك القرش،ورائحته تزكم الأنوف وتصبح حينها عاجزاً عن
التنفس الحركة فيه على قدم وساق،وأينما تنظر ترى السكاكين تعمل دون انقطاع ،البعض يقطع زعانفه وآخر يشق بطنه ويستخرج أحشاؤه،وفي زاوية أخرى تجد أناساً وقد ملئوا بطنه بكثير من الملح هكذا هو حال اللخم (سمك القرش) في سوق القرين بالريدة وقصيعر السوق الوحيد المتخصص في اللخم



وهو أكبر سوق لاستقبال اللخم الطازج من كافة أنحاء الجمهورية وكذلك دول الجوار كالصومال وعمان،ومن ثم تصديره جافاً إلى الأسواق المحلية في الجمهورية ودول الجواروفي الزاوية الخاصة بتمليح(إضافة الملح)اللخم في سوق القرين جلست بجانب العم محفوظ عوض الغرابي وهو من سكان مدينة قصيعر وهو يمارس عمله الذي يقتصر على إضافة الملح إلى اللخم مقابل ريالات زهيدة للحوت الواحد،الذي تبسم عندما رآني أنظر إليه بتعجب فباشرني بالحديث وقال لي هذا هو عملي إضافة الملح إلى اللخم بعد شقه إلى نصفين من بطنه

وعن بدايته في مزالة هذا العمل يقول بدأت العمل في سوق القرين بعد أن خرجت من دولة الكويت بعد الغزو العراقي لها في عام 1990م،ومارست عدة أعمال إلى أن استقريت على هذا العمل الذي أعمل فيه منذ ذالك العام،ويزيد محفوظ الغرابي بعد ان أضع الملح بكميات كبيرة في اللخم أتركه في الظل ثلاثة أيام بعدها يغسل في ماء البحر ومن ثم يترك في الشمس لثلاثة أيام أخرى بعدها يصبح جاهزاً للأكل.

ويزيد الغرابي اللخم يأتي من كافة سواحل الجمهورية إلى هذا السوق كالمهرة وسقطرى والحديدة وأيضاً من عمان والإمارات والصومال،وهو يصدر إلى كل كافة محافظات الجمهورية ودول الخليج العربي والسعودية،حيث يبدأ العمل في السوق بعد صلاة الفجر إلى الساعة التاسعة أو العاشرة صباحاً بحسب الكميات الموجودة في السوق.وأنواعه متعددة منها(سبلي- سويدة – حلكه – بوحنك حملق وأجود أنواعه قاطبة لخم الجند الذي يصدر معظمه إلى السعودية.

وينظر العم محفوظ الغرابي إلى مستقبل سوق القرين الذي يصفه بأكبر بورصة لأسماك اللخم والمطلوبة في كل حضرموت ساحلها وواديها وكذلك دول الجوار كالسعودية والإمارات،بتشاؤم حيث يقول في الأشهر الأخيرة انخفضت أسماك اللخم بصورة واضحة وملفته في السوق،

وأرجع الغرابي السبب في ذلك إلى تعرض كثير من قوارب الصيادين أو ما يسمى محلياً بـ(العبري)وهو عبارة عن قارب كبير للقرصنة من قبل القراصنة الصوماليين،وكذلك خوفهم من الأسطول الدولي الذي يقدم على إطلاق النار على مراكبهم في المياه الإقليمية والدولية دون التحقق منهم

مما دفع بالصيادين إلى عدم التوغل في المياه البعيدة والتي يتواجد فيها اللخم بكثرة،كل هذا أثر على واردات الأسماك إلى السوق وبالذات اللخم،فارقنا الغرابي الذي عاد إلى مزاولة عمله المعتاد في تمليح اللخم

وفي سوق القرين تتعدد الأنشطة فكل مجموعة تختص بعمل معين فالغرابي وغيره مهمتهم إضافة الملح إلى اللخم وتجفيفه ويملكه أناس آخرين،وآخرين يشقون الحوت إلى نصفين وإزالة الزعانف التي تشترى من قبل أشخاص يقومون بتصديرها إلى الخارج،وتتم عملية البيع في سوق القرين بطريقة المزاد العلني لأسماك القرش الطازجة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق