السبت، 4 سبتمبر 2010

المكلا في العشر الأواخر.. بؤر ازدحام رهيب واستنساخ لأزمة متوارثة


المكلا العشر الأواخر.. ازدحام رهيب
تنتشر في شوارع مدينة المكلا في العشر الأواخر من رمضان من كل عام بؤر الازدحام واختناقات الحركة المرورية المتصاعدة من حمم تدفق أمواج الزحف البشري الهائل على أسواق المدينة في أحياء المكلا والشرج مخلفة ورائها ضغط رهيب على ممراتها الرئيسية والخلفية، أدى إلى تعطيل مصالح المواطنين وإرباك الحياة العامة وسيادة مظاهر الفوضى والعشوائية على خطوط النقل الضيقة أصلاً والمفتقرة لأبسط الخدمات.

طلائع المد البشري الذي يكبل الحركة في عمق مدينة المكلا، يبدأ بالتشكل بعد صلاة التراويح، ويبلغ ذروته ما بين الساعة العاشرة حتى الواحدة ليلاً، وعلى امتداد ثلاث ساعات تقريباً يحشر جميع أبناء المدينة والوافدين إليها من عموم المناطق
والمديريات المجاورة في نطاق جغرافي محدود، ومضمار محموم للتسابق على الظفر بحاجيات ومستلزمات العيد، وخلال هذه الفترة الزمنية تتقدم دولايب السيارات ببطئ شديد أو على مهل من الطريق المحاذي لقصر السلطان القعيطي في المكلا حتى اجتياز الخط المتاخم لسور ثانوية الميناء، بينما تكبح جماح الحركة تماماً في كل شوارع أحياء الشرج، وعلى جميع الجبهات يقف رجال المرور كالكومبارس، لا يحركون ساكناً، وأن تدخلوا فأنهم عادة ما يساهمون في تفاقم الوضعية سوء ويغالون في تعقيدها.
أزمة المواصلات هذا العام متوارثة من الأعوام الماضية، وليست طارئة على الإطلاق، ولكنها تعد نموذج صارخ على فشل قيادة المحافظة وعجز السلطة المحلية والبلديات وإدارة المرور في وضع حد لاستفحالها، من خلال أولاً: دراسة أسباب الظاهرة وتحليلها.
ثانياً: تكرم قيادة المحافظة بالقيام بجولات ميدانية في المناطق ذاتها في عز الزحمة على متن سيارتهم الخاصة، لتلمس هموم المواطنين والالتصاق بمعاناتهم الأبدية.

المكلا العشر الأواخر.. ازدحام رهيب
ثالثاً: ترفيع الأسواق العشوائية وفي مقدمتها السوق الشعبي الواقع بجانب حديقة المكلا، بطرابيله الملونة التي توحي للزائر وكأننا في معسكر للاجئين والمشردين، في مشهد ضرب جمالية مدينة المكلا في الصميم.
رابعاً: استحداث مواقف جديدة للسيارات في مواقع مناسبة يتم استثمارها للصالح العام، على أن يتم ضمان عدم توزيعها كقطع أراضي للمسئولين وممثلي الشعب في الحاضر والمستقبل!.
رابعاً: الفرض على سائقي الباصات الصغيرة التقيد بإنزال الركاب في أماكن مخصصة، وليس الإلقاء بهم في قارعة الطريق، ومحاسبة المخالفين، ولو أننا نرى أن بعض رجال المرور هم بحاجة لمن يضبطهم أولاً، ويصرف انتباههم عن أرقام السيارات الخليجية أو الفارهه التي تسيل لعابهم وتصيبهم بـ"الربشه والهذيان".
خامساً: التفكير بإقامة جسر للسيارات في قلب مدينة المكلا، بإشراف شركة هندسية متخصصة، وليست وهمية - كشركة مجاري مياه المكلا-، وإسناد المشروع لمقاول معروف، وبقيمة معقولة يفصح عنها، لتجنب عدم تكرار ففضيحة السقاية التي تكلفة بناؤها 450 ألف ريال، ورست على المقاول بـ 50 مليون.
سادساً: توعية المواطنين بأن فرص التبضع لا تنحصر على فترة زمنية محددة ما بين الساعة العاشرة والواحدة ليلاً، فقد تكون أسهل وأنسب قبل هذا التوقيت أو ربما بعده، أو حتى في وضح النهار وعقب العصر تحديداً.
وللأمانة يراودنا شعور بأن هذه المقترحات وغيرها ستظل على الرف مصفوفة، ولكننا أردنا في هنا المكلا أن نكون كمن يلقي بحجر في المياه الراكدة، لعل وعسى الأوضاع في السنوات القادمة تتبدل وتتغير، قولوا إنشاء الله، وكل عام وأنتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق