الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

المكلا تختفي خلف دخان محارق القمامة

المكلا تختفي دخان محارق القمامة
بدأت السحب تتصاعق إلى السماء عصر يوم الاثنين 8/11/2010م من بين جبال منطقة أمبيخة التي تحتضن بين ثناياها محارق القمامة لمدينة المكلا .. وقد اعتصرت ألماً عندما رأيت تكوّن السحب السواء فوق منطقة أمبيخة لتمتد بعد ساعات إلى منطقة المتضررين والمساكن ..


وعندما حل الظلام بدأت الأنوف تشم رائحة القمامة المحترقة لتتشكل الغازات المنبعثة عن هذه المحرقة القريبة جداً من التجمعات السكانية بؤرة خطيرة للأمراض المستعصية ليس أقلها السرطان.
هذه الصباح لم أستوعب ما رأته عيني عندما كنت ذاهباً إلى مقر عملي متخذاً شارع الستين طريقاً معتاداً.. عندما لم أرى مدينة المكلا كالعادة بل كانت مكسوة بدخان كثيف يحجب الرؤية على امتداد الأفق منتهياً بمنطقة فوه ومن نفس مكان المحرقة التي التقطت صورة للدخان المتصاعد عصرا..ً لم تزل السحب المتصاعدة تغرق أعين المارة بأعمدة كثيفة من الدخان لتتطاير في الهواء فتستغيث البيئة المحيطة بها من الويل الزاحف نحو الهواء والإنسان. وكي لا يأخذ كلامنا صفة الوصف فليذهب أياً منا ليرى ما يفقأ عين الحقيقة. وهنا نتساءل: أين جمعيات البيئة؟! وأين قانون البيئة؟! الذي صدر دون أن يترك أي بصمة إيجابية على أرض الواقع وأن شفافية التعاطي مع هذه القضية لا تزال تغيب عن أذهان القائمين.. وكأن هناك خطراً حقيقياً قائماً لا يجوز الاعتراف به. ونعاود القول بشيء من الكثافة اللغوية.. أن ما لدينا وما بين أيدينا يقدم معطيات وأجزاء خفية من المشهد. والتي من شأنها الإفصاح عن خلفيات طبعتْ فيها فوق ركام فوضوي من الحقائق, علنا نحاول من خلالها وضع المعنيين بصورة الواقع لإيصال صوتنا عبر هذه الأسطر كي ننقذ الأهالي من مشكلة المحارق المزمنة التي وضعت مدينة المكلا وضواحيها في قلب التلوث رغم أن أياً من الأجهزة الحكومية لم يتطوع حتى الآن للتدخل وحل الأزمة، الأهالي يستغيثون : وبرغم والمناشدات عدة من قبل القاطنون بجوار تلك المحارق إلى الجهات المعنية لوضع حل جذري ينهي الحالة السيئة التي تساهم في نشر الأمراض. ويطالبون بضرورة تطبيق الشروط التي تفرض أن يكون الموقع فيها بعيداً عن الأحياء السكنية.

أيها المسؤولين كفاكم نوماً .. أفيقوا..إلى متى ستضلون مصرين على عدم الاهتمام بصرخات المواطنين وطلباتهم بإبعاد المحارق التي تنشر السموم والغازات الضارة للإنسان والحيوان والنبات وهم يعلمون ما تمثله وتسببه هذه الأدخنة من أمراض خطيرة ومزمنة.
إن وقاية البيئة من التلوث والتدهور أقل كلفة وأيسر تنفيذا وأجدى نفعا من إزالة الأضرار بعد حصولها، يجب مراعاة الاعتبارات البيئية وإعطائها أولويات متقدمة ودمج هذه الاعتبارات في جميع مراحل ومستويات التخطيط وجعل التخطيط البيئي جزءا لا يتجزأ من التخطيط الشامل للتنمية في جميع المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والعمرانية وغيرها لتفادي الآثار السلبية التي تنجم عن إهمال هذه الاعتبارات. التَّلَوُّث البيئي يدمر الأماكن التي تحيط بنا. وتُعد الغازات والدخان في الهواء، والمواد الكيميائية والمواد الأخرى في الماء، والنفايات الصلبة على الأرض، من أسباب التلوث. والتلوث البيئي أحد أكثر المشاكل خطورة على البشرية، وعلى أشكال الحياة الأخرى التي تدب حاليًا على كوكبنا.
دعونا نستشق الهواء العليل الذي حبا الله به مكلانا الحبيبة.. والله العظيم الكثير منا لا يستطيع النوم.. أرحمونا ولو قصد الفضيلة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق