الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

شارع ديس المكلا.. بين عبث النظام وغياب سلطة !

حكاية وتصوير: صالح حسين الفردي2010/11/2

شارع المكلا.. النظام وغياب سلطة
حكاية شارع:
في منتصف سبعينيات القرن الماضي، بدأت عملية سفلتة الشارع الرئيسي لديس المكلا، بإشراف مباشر من مشرف الأشغال العم الراحل سعيد مقيص، وكان على ضيقه الممتد من فندق (الشعب) زمنئذ، عمارة باكرمان حالياً، حتى نهايته بجوار محطة الذيباني التي أزيلت بفعل تعاقب المراحل، فحلّت مكانها عمارة فندق (المسيلة) بين هذا الامتداد ورئته النظيفة دوّار مسجد الشهداء.

تتنفس الناس في مدينة الديس الهواء النقي والنظام الرائق والاندماج الإنساني، ففي بدايته وعلى (ريم) نادي الشعب الرياضي هناك مقهى العم الراحل عاشور بلعلا، وتحته مقهى العم الراحل عبدالله معوضة، وأمامه بالضفة الأخرى يقبع العم سعيد السيؤوني (مول القاري) وبجواره دكان العم الراحل سالم مقرم، فمطعم العم الراحل أحمد الغيلي، وأمامه طاحونة العم عيضة قناب، وبعدها بعدة أمتار مقهى العم هادي بامحيمود - أطال الله في عمره -، فدكان العم الراحل بن شيبان، فمقهى العم الراحل صالح المفلحي، فموقع العم الراحل عمر باميلوح (بائع قضب الغنم، البرسيم)، فدكان الخضار للعم كامل (صالح الزبون)، وقبل انحدار الطريق باتجاه ساحة محطة الراحل العم عبدالله بلخشر(بو سعيد) فمقهي بارشيد، تقبع مقهى العم الراحل مبارك بامسعود.
شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة
شواهد رقي:
برغم تعدد هذه المقاهي والأمكنة الأخرى إلا أن المرء كان يجد لذة كبيرة وهو يتنقّل بين زوايا هذا الشارع الذي كان عنوان الديس ووجه الاجتماعي وروحه النبيلة في تلك السنوات، وشخوصه الفذة تلك ظلت مرجعيات سلوكية وأخلاقية يأنس إليها الصبّ الصغير وتوجها الحي بالاجماع لهذا الدور الإنساني، ولم يكن شارعاً مقلقاً تهيمن على جنباته الضوضاء والضجيج وسوء استخدام مساحات الطريق التي سيطرت عليها عشوائية طافحة بالقبح، في حين كان شارعاً محافظاً على روح المدينة ونسقها الحضاري في معناه المكثّف والعميق، فهذا: (دكان العم الراحل مسلم بن هلابي يتبعه دكان بن اسحق فمحل العم الراحل برك العامري - ساعاتي الديس - فموقع العم الراحل عيضة حسنون (بائع الباخمري والباقية والسامبوسة) فدكان العم رمضان حديجان يحفظه الله فمحل المخبازة والفول للعم الراحل عبود بابعير فمشرب العم الراحل أحمد بلكسح ودكان العم الراحل هادي بلكسح) وغيرها من المحلات التي كانت الديس تستند إليها وعليها في اقتصادها المنزلي وتوفير متطلبات المعيشة إذا دعت الضرورة لذلك.
شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة
خطّان واتساع:
ظل هذا الشارع الرئيس بالديس زمناً طويلاً بخطي سير للمشاة والمركبات (ذاهباً وغادياً) بدقة ونظام مروري لا يحتمل الخلل أو العبث أو التردد في تثبيت قوة النظام ونظام القوة عند الضرورة، والشواهد كثيرة على هيبة الدولة وقدرتها على فرض أجندتها الحياتية المنظمة لحياة المجتمع والناس.
شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة
خطٌّ وضيق:
كيف يبدو حال الشارع - اليوم – بوصفه نموذجاً لكل شوارع مدينة المكلا وحضرموت كافة، إن الإجابة على هذا التساؤل تضعك مباشرة أمام عجز السلطة السياسية وأدواتها مجتمعة (الأمن العام، والمرور، والنظافة، والصرف الصحي، والأشغال، والبلدية، والاتصالات السلكية واللاسلكية)، كل هذه الأدوات ليس لها وجود في حكاية شارع ديسنا، فلن تجد على امتداد هذا الشارع رجل أمن ولا رجل مرور واحد، على الرغم من كثرتهم الكبيرة والملحوظة بشارع السائلة المفضي إلى خط الغويزي، فالمشكلات التي تحدث بين فينة وأخرى لا تجد من يحسمها إلا بعد أن تكون قد انفضّت وحلّت بالتراضي بين المتخاصمين، والاختناقات المرورية وما أكثرها، خاصة في تقاطع (مطعم الغيلي، ملحمة باكرشوم) لا يفك خيوطها إلا صبر العقلاء وحلم النبلاء، وما يزيد الوضع بؤساً وكآبة اتخاذ الجميع نصف الشارع - على ضيقه - مواقف دائمة وزاحمة لسير المارة والسيارات مع توقّف باصات الأجرة المتكرر، الأمر الذي أصبح يشي بغياب القواعد المرورية والأمنية، حتى وإن برزت هنا أو هناك.
شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة
النظافة (وين؟!):
أما النظافة وما أدراك ما النظافة فهي قضية ما تحمّلها ملف وجولة صغيرة تعطيك صورة حقيقة عن حال الصندوق الذي أخباره في السوق والقائمون عليه لاهون وعلى صندوقهم يحافظون وعن برامجهم النوعية يتحدثون والبركة في كتبة النفاق وأهل الحظوة والرفاق.
شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة
الصحي صرف (وبس!):
أما الصرف الصحي فقضيته يجب أن تعرض على منظمة الشفافية العالمية لتفك شفراتها وأسرارها وما فيها من علوم وأخبار، خاصة بعد أن صاح في البرنامج الإذاعي (حضرموت في وضح النهار) محافظ حضرموت صيحته المرعبة منذ أكثر من عام بأن نهاية مارس 2009م، هو آخر موعد للشركة لتسليم المشروع كاملاً ناجزاً وتشكيل لجنة فنية لفحصه وتبيان مواضع الخلل الفاضحة التي رافقته، مع الاستعانة بخبير دولي لوضع تقريره ومعالجاته لهذه المعضلة المزمنة، ولكن الصيحة تهاوت ولم يعد لها من صدى.
شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة
أشغال مشغولة:
ومازالت الحفريات عالقة بجسد الشارع لم تسفلت بعد كغيرها من الحفريات التي صارت عنواناً هزلياً لغياب المراقبة والمتابعة والمحاسبة من قبل إدارة الأشغال العامة والطرق، ويكفي أن تحصي الحُفر من بداية منحدر الشارع حتى نهايته في مساحة لا تتجاوز عشرة أمتار لترى أن بين كل متر وآخر حفرة، فسلّم لي على الأشغال والمجلس المحلِّي، وهنا تدخل الحفريات الأرضية لكابلات الخطوط الهاتفية التي مازالت واضحة في جوانب الشارع دون إعادة سفلتتها وكأن لسان الحال يخرج على الناس مردداً لن يحاسبني أحد!، ولم يحاسب أحد.
شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة
صور كاشفة:
إننا ونحن نعرض لصور هذا الشارع الذي كان مثالاً للرقي المجتمعي في شقيه الرسمي والشعبي، نردد بكل شفافية ووضوح متناهٍ أن شارع ديسنا المكلاوية لا تسلكه - اليوم - (تروكيا) السلطة، المحافظ والأمين العام والوكلاء - فقد وجدوا في الخط السريع طريقاً آمناً لسياراتهم الفارهة في تمايز (طبقي) من طراز جديد بين أثرياء المرحلة وفقراء الأمس واليوم، أما أعضاء المجلس المحلي بالمكلا وحضرموت، فالغيبة حرام، وكفى!.

شارع المكلا.. النظام وغياب سلطة

شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة

شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة

شارع 
المكلا.. النظام وغياب سلطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق