الأحد، 3 أبريل 2011

الصرف الصحي في المكلا إلى أين ؟

4784709e-f2e8-465b-8f8d-a019cad024e9.jpg

أعلنت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير في البيئة إن البشر يلقون ملايين الأطنان من النفايات الصلبة في المحيطات كل يوم الأمر الذي يسمم الحياة البحرية وينشر الإمراض التي تقتل ملايين الأطفال سنويا.


وقال مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أكيم شتاينر: "إذا كان للعالم أن يبقى على كوكب يسكنه ستة مليارات نسمة يتجهون لأكثر من تسعة مليارات بحلول عام 2050م فانه يجب أن نكون أكثر ذكاء في كيفية إدارة مياه الصرف الصحي فمياه الصرف الصحي تقتل الناس بكل ما تعنيه الكلمة".
وفي تقرير لليوم العالمي للمياه بعنوان "المياه غير الصحية" قال مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن مليوني طن من النفايات التي تلوث أكثر من ملياري طن من المياه يوميا قد خلفت "مناطق ميتة" ضخمة تخنق الشعاب المرجانية والأسماك وتتألف هذه النفايات في معظمها من مياه الصرف الصحي والتلوث الصناعي.
وقد فشلت مجموعة من المبادرات الدولية في إيقاف هذه الممارسات غير المسئولة التي تهدد استنزاف الثروة السمكية في اليمن وبين شتات أحلام متناثرة عن مدينة سكنها الجمال وشواطئ عشق ترقص طرباً وفرحاً حالمة وفجأة نستيقظ من الحلم لنكتشف الأغاني الحزينة والكئيبة فماذا فعلوا ببحر المكلا من مخلفات الصرف الصحي وماذا فعلوا بالساحل ؟! فماذا فعلتم وماذا ألقيتم وهل فكرتم يوماً كيف ستعيشون من دون البحر ؟!.
فهل تلوث بيئي قاتل طغى وتحكم وسيطر ولا يمكن أبداً التخلص منه ؟ لا وألف لا أقولها دائماً ليس لدينا مشكلات بيئية مستعصية ولكن أيها السادة لدينا مشكلة ضمير وتلوث أخلاقي ونقص في الخدمات فلو أردنا العمل لكانت بلادنا جنة خضراء وللأسف تتبدل الأشخاص على الكراسي مع الأوضاع السياسية للبلد والتفكير واحد لماذا نعمل وماذا نستفيد ؟ وتضيع بلادنا وتتراجع مواردنا والخاسر الوحيد المواطن الإنسان.
ونقولها لمن يسمع ولمن يصم أذنيه عن السمع ستبقى بلادنا منارة ساحرة وستبقى حلوة ومقصداً لكل عاشق ولكل محب للطبيعة شاء من شاء وأبى من أبى ببحرها وسهولها وجبالها بالرغم من الإهمال واللامبالاة فماذا أنتم فاعلون؟!.
وبعد هذه المنغصات من أين نبدأ وكيف ؟ من غياب مشاريع معالجة المياه الناجمة عن الصرف الصحي أو التعديات على البيئة وتلوث البحر بالنفايات والصرف الصحي والصناعي فلنبدأ ونطرح ما تعانيه المحافظة من ملوثات عسى ولعل يستيقظ من كان نائماً للبحث عن العلاج الفوري والتنفيذ وليس فقط مقترحات ولجان واجتماعات فالناس ما عادت تقنعها لغة التسويف والوعود بل التحذير !.
إن مخلفات الصرف الصحي في المكلا مصدر أساسي لتلوث المياه ليس فقط بالمخلفات ذات المنشأ الفيزيولوجي البشري المستهلكة للأوكسجين والحاوية على المغذيات والعوامل الحيوية الممرضة بل أيضاً بمجموعة متنوعة أخرى من الملوثات منها ما هو منزلي المنشأ أومن مصادر صناعية وغيرها والصرف الصحي في المكلا ما زال قائماً بالكامل تقريباً على التنقية الذاتية الغير معالجه لكن هذا الاعتماد المفرط بدأ يؤدي إلى تدني نوعية هذه المياه بسبب تزايد إهمال التلوث عن الحد الذي تحتمله ولهذا نشاهد آثاره يومياً على طفح المجاري والبيارات في الشوارع العامة والطرقات بالمدينة وتلوث البحر ويكفي أن نشير إلى أن محطات المعالجة المقترحة غير قادرة على إزالة واستيعاب الكثير من ملوثات الصرف الصحي السكاني الحالي.
فالصرف الصحي في مدينة المكلا أدى إلى تغيير في مواصفات مياه البحر لذلك له خصوصيات معينة تعود إلى الكثافة السكانية المتزايدة وأهمية المحافظة على الموارد المائية من التلوث إضافة إلى مخاطر التلوث البحري الناجم إما عن الصرف المباشر في البحر وإما الوصول غير المباشر عبر مجاري السيول وما يتركه ذلك من آثار سلبية على الصحة العامة والبيئة.
فمشاريع الصرف الصحي قطعت شوطاً كبيراً ولكن بقيت مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي معدومة ومتخلفة عن مواكبة التخديم وهذا ما يجعل من التخديم سلاحاً ذا حدين فمن جهة يؤدي تجميع المنصرفات في شبكات وإبعادها عن التجمعات السكنية إلى خفض أثرها المباشر على صحة السكان ولكنه يتسبب من جهة أخرى بتردي الحالة البيئية في مكان آخر، إذ ينشأ عن ذلك مصدر كثيف للانبعاثات تسبب تلويث التربة والمياه البحرية وحتى المياه الجوفية.
باختصار يمكن القول إن التلوث يعم كل مياه البحر لكنه يتفاقم موضعياً قرب السواحل تبعاً لوجود تدفقات ملوثة من مصادر برية وهي الصرف الصحي والمطري المباشر أو شبه المباشر إلى البحر من التجمعات السكانية الشاطئية وما يحمله من ملوثات صناعية، ومياه السيول المحملة بملوثات صرف صحي وزراعي وصناعي, إننا نفتقر منذ زمن بعيد إلى شبكة صرف صحي معالج في المكلا لا بل ووصلت الجرأة واللامبالاة من مؤسسة الصرف الصحي أن تقوم بتصريف مياه الصرف الصحي بطريقه غير حضاريه ومضره بالبيئة رغم صرف الأموال الضخمة على مثل هذه المشاريع التي لم ولن نلمسها في الواقع في ظل وجود مثل هؤلاء المنتفعين وللعلم علمت للتو أنه يوجد لدينا وكيل للشؤون الفنية والمقاييس إلا إن الأمر لا يحتاج إلى خبير أو مهندس حتى يتم التعرف على تلك الانتهاكات المتواصلة "فلا أحد يغطي عين الشمس بمنخل".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق