السبت، 11 يونيو 2011

الفلكي الجعيدي: الأربعينية تختلف في شدتها وزخمها عن كل عام وإيقاعاتها لا تكون على وتيرة واحدة

الجعيدي

تجتاح مدينة المكلا وسائر مدن ومناطق محافظة حضرموت سحب صيف شديد الحرارة والرطوبة، دفع الغالبية العظمى من المواطنين للجزم بأنه الموسم الأعلى سخونة والأكثر إنهاكاً لما تبقى من عافيتهم وصحة أجسادهم، حيث باتت الحياة – من وجهة نظرهم- خلف جدران المنازل بلا أجهزة تكييف هواء شبه مستحيلة..

 

والنزول للشارع وضعا اضطرارياً وفي حالات نادرة أبرزها انطفاء الكهرباء العشوائي لفترات غير منتظمة، وللتحقق من مدى صواب هذه الآراء ومحاولة تفسير الظاهرة التي اعتبرها البعض بأن تنبأ بطقس أسوأ  خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، اتصلنا بالفلكي سالم الجعيدي، الذي قال في تصريح خاص لـ( المكلا اليوم) لقد ارتبط الإنسان اليمني منذ القدم بالمواءمة التامة بين متطلباته المعيشية من الناحية الزراعية والحصاد والصيد وبين ظروف منطقته المناخية وتغيرات الطقس.
واستطاع اليمنيون من خلال معارفهم الفلكية ربط معالمهم الزراعية بطلوع أو غروب مجاميع نجمية معينة توارثوها عبر الأجيال على أشكال أشعار وأهازيج يحفظون بها مواعيد الفصول والمناسبات الزراعية ومن أشهر تلكم المعالم أربعينيتي الشتاء أو الصيف، والتي يرصدون بها ذروة إحساسهم باشتداد الحر في المنطقة أو قمة ما تبلغه برودة الطقس في الشتاء، فكانت أربعينية الصيف مرصودة من أول طلوع نجم الغفر والذي يوافق اليوم الثالث من شهر مايو من كل عام ويستمر إلى منتصف شهر يونيو والذي يتميز بانخفاض هبوب التيارات الهوائية وارتفاع شديد في منسوب الرطوبة والتي تصل في المناطق الساحلية إلى 75% مع درجة حرارة تبلغ 34 درجة مئوية، أما في الوادي والصحراء فتتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية مع جفاف خلال فترة النهار.

وأكد الفلكي الجعيدي أن الأربعينية تختلف في شدتها وزخمها عن كل عام، بمعنى أن إيقاعاتها لا تكون على وتيرة واحدة، وهو أمر طبيعي وغير مستغرب لوجود عوامل مناخية تؤثر فيها، فتارة تكون خفيفة وهادئة لا نكاد نحس بها، وتارة تكون مضجرة وشديدة كما حدث في العام 2003م حيث بلغت درجة الحرارة في المناطق الساحلية 38 درجة مع تدني في الرؤية وإثارة للغبار، وتارة تكون متوسطة وهذا ما شهدناه  في سنوات خلت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق