الاثنين، 4 يوليو 2011

وفد حضرموت التربوي يجوب أقطار الوطن العربي

ecc8b30e-374d-4492-9163-ad106d3e5231.JPG

في أوائل العام الميلادي 1962م من القرن العشرين الماضي انطلق الوفد الثقافي التربوي الحضرمي إلى أكثر عواصم الدول العربية الشقيقة, وبالتحديد في 27/ 2/ 1964م في عهد السلطان عوض بن صالح القعيطي، نجل السلطان صالح بن غالب القعيطي العالم السلطان والسلطان العالم ومؤسس التعليم الحديث في الدولة القعيطية بحضرموت وباني دولة المؤسسات للفترة من 1936-1956م.

توسّع وابتعاث:
فكرة ابتعاث الوفد جاءت اثر التوسع النسبي في هرم التعليم العام آنذاك وفي مراحله المختلفة الثلاث الابتدائي والمتوسط والثانوي, فكان لابد من زيادة في المعلمين والوسائل التعليمية المختلفة وكذلك البنية التحتية لبنايات المدارس ومنشآتها بالإضافة إلى العمل على إرسال بعثات طلابية وتعليمية إلى البلدان العربية الشقيقة وكذلك التعرف على التجارب التربوية الحديثة وشرح وتوضيح الوضع التربوي بحضرموت سيما بعد افتتاح أول مدرسة ثانوية للبنين بالمكلا في بداية العام الدراسي 1962م -1963م تولت إدارتها أول هيئة دراسية محلية المكونة من:
-  المرحوم الشيخ عبد الله سعيد باعنقود.. مديراً.
-  الأستاذ كرامة سليمان بامؤمن.. مدرساً.
-  الأستاذ عبد الحافظ عبد الرب الحوثري.. مدرساً.

وفد ورحلة:
بدأت رحلة الوفد من المكلا إلى عدن بتاريخ 27/ 2/ 1964م وكان في البداية مكوناً من:
1-  الأستاذ الدكتور المرحوم/ محمد عبد القادر بافقيه.. ناظر المعارف بالدولة القعيطية رئيساً.
2- الأستاذ/ أحمد عوض القحوم، مفتش مدارس ألوية الساحل الثلاثة (الشحر - المكلا - حجر)، ولم يكن مندوب الدولة الكثيرية المرحوم الأستاذ/ محمد عمر الكاف.. مفتش مدارس ألوية الوادي مستعداً للسفر.
مكث الوفد بعدن ثلاثة أيام قابل فيها المسئولين التربويين وأقام له بعضهم مأدبة عشاء من بينهم الأستاذ/ محمد عبده غانم, والصحفي الكبير المرحوم/ عبد الرحمن جرجرة وآخرون.
وقد حاولت السلطات الانجليزية بعدن تأخير سفر الوفد بحجة عدم وصول مندوب السلطنة الكثيرية، لكن رئيس الوفد أصر على بداية الرحلة إلى البحرين ومن ثم يلحق بهم هذا المندوب.
وفي مطار عدن والوفد يستعد للسفر إلى المنامة التقى بمبعوثين اثنين من مديري المدارس الابتدائية كانا في دورة تربوية بالسودان هما:
- المرحوم سعيد عبد الله باضاوي.
- المرحوم فرج أحمد عبد الغفار.
وقد تم الجلوس معهما للوقوف على أهمية الاستفادة الجيدة من هذه الدورة.

البحرين بداية:
   بسم الله واصل الوفد الرحلة إلى المنامة عاصمة إمارة البحرين آنذاك التي وصلناها بسلامة الله في الثاني من شهر مارس. وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً من اليوم ذاته كانت زيارة الوفد لوزارة التربية, قابلنا فيها الوزير الوكيل وقد كانت الزيارة قصيرة جداً, ولم تكن دولة البحرين من الدول المقررة رسمياً في هذه الجولة الم......, وقد تعرفنا من وكيل الوزارة هناك على نماذج من الخرائط المدرسية, ثم زرنا بعدها أحد المعاهد الفنية التقنية المعروفة في البحرين.

إلى دولة قطر:
في الساعة الثانية عشرة ظهراً من اليوم نفسه, أقلعت بنا الطائرة الصغيرة التي كان يطلق عليها (أم احمد) لصغرها لنصل بعد أسرع رحلة إلى مطار العاصمة القطرية الدوحة. نزلنا في فندق الدوحة التي كان يبعد قليلاً عن المدينة آنذاك وفي اليوم التالي الثالث من شهر مارس. كانت زيارتنا للمعهد العلمي الديني الذي كان يتولى إدارته الشيخ العالم الكبير والداعية الإسلامي المعروف الدكتور/ يوسف القرضاوي الذي قابلنا بكل ترحاب وبشر وأهدى لنا نسخاً من كتابه (الحلال والحرام في الإسلام)، وفي المساء أقام لنا الشيخ باسم وزير المعارف مأدبة عشاء كبيرة في قصر الضيافة الكبير حضره كبار رجال الدولة القطرية.

استقبال أمير:
في اليوم التالي الرابع من شهر مارس من زيارتنا تشرف الوفد بمقابلة الأمير وقد استقبلنا استقبالا طيباً في خيمته خارج مدينة الدوحة إذ كان في ذلك الوقت في رحلة صيد وفي البداية سلم رئيس الوفد الرسالة الرسمية الموجهة للأمير من السلطان عوض بن صالح القعيطي فقد كنا نحمل رسائل مماثلة لجميع الملوك والرؤساء والأمراء في الدول العربية التي زرناها. وقد كان الجو غائما وجميلا في ذلك اليوم وزاد من جماله وروعته حسن استقبال الأمير لنا وطبيعة المكان الصحراوي, وعادت بنا الذاكرة إلى الحياة العربية القديمة مع شرب القهوة العربية الأصيلة وطرق شربها, وقد ودعنا الأمير بمثل ما استقبلنا به من حفاوة التكريم وحسن الضيافة, ولقد سعدنا بهذه الزيارة الكريمة.

لقاء وزير:
 وفي مدينة الدوحة عقدنا جلسة مع وزير المعارف كما زرنا عدد من المدارس وقد قدم رئيس الوفد الدكتور المرحوم/ محمد بافقيه نبذة عن الوضع التعليمي بحضرموت عامة. وفي اليوم الثالث غادرنا دولة قطر إلى دولة الكويت الشقيقة بعد ان ودعنا مرافقنا ال,,,,, وداعاً طيباً.

إلى دولة الكويت:
كانت زيارتنا الأولى لدولة الكويت الشقيقة في الخامس من شهر مارس صباحاً, وكانت المفاجأة السارة وهي الاستقبال الكبير الذي اسْتقبلنا به من الجالية الحضرمية في الكويت هذه الجالية الطيبة الفاعلة في المجتمع الكويتي, لقد اكتظت صالة التشريفات بمطار الكويت بمجموعة كبيرة من أعضاء هذه الجالية, ولكننا في الوقت ذاته شعرنا بمزيد من الاطمئنان بعد أن وجدنا أن اغلب هؤلاء المستقبلين هم من تلاميذنا وأصدقائنا وآبائنا وكان رأسهم الشاب النشط عثمان عمر باوزير رئيس الجالية آنذاك، وهو من أبناء مدينة الديس الشرقية الطيبين وكذا الشاب أحمد المعرشي وصالح بن طرش وسعيد محمد بابقي والمرحوم الشيخ الجليل محمد سعيد الحوري مقدم وشيخ حارة المسيلة بغيل باوزير وغيرهم, كما استقبلنا مندوب وزارة التربية في دولة الكويت الشاب صاحب الخلق الكريم بكل الود والترحاب الذي أنزلنا في جناح خاص بأكبر فنادق العاصمة.

لقاء وكيل:
وفي اليوم التالي كانت زيارتنا لوزارة المعارف آنذاك وكان في استقبالنا وكيل الوزارة الدكتور أحمد العدواني الذي عقدنا معه أولى جلسة عمل, وسلمناه الرسالة الموجهة لأمير دولة الكويت من أخيه السلطان عوض بن صالح القعيطي سلطان الدولة القعيطية. وقد مكثنا في الكويت ثلاثة أيام قمنا من خلالها بزيارة إلى بعض المؤسسات التعليمية والاقتصادية والسياحية والأثرية وكذا الحي القديم بالكويت المسمى بالمرقاب.


حفل الاستقبال والعشاء الذي اقامه جمعية الخليخ والجنوب في الكويت على شرف الوفد التربوي والثقافي الحضرمي

زيارة مؤسسات:

 ومن المؤسسات التربوية التي زرناها هناك جمعية الجنوب والخليج العربي آنذاك وهي جمعية تعنى بشؤون الطلبة الوافدين للدولة ويتشرف عليها الشيخ الجليل عبد الباقي نوري, ويساعده الشاب سعيد محمد بابقي من أبناء مدينة الشحر ولعل أهم لقاء كان اللقاء الحاشد الذي أقامته الجالية الحضرمية وبودلت فيه الكلمات والنقاشات حول مهمة الوفد التربوي لمختلف الدول العربية وفي ذلك المساء أقامت الجالية مأدبة عشاء كبرى بأحد الفنادق الكبرى بالكويت على شرف الوفد حضرها بعض المسئولين والشيخ عبد الباقي نوري.
وفي اليوم التالي لحق بالوفد مندوب الدولة الكثيرية الأستاذ محمد عمر الكاف مفتش المدارس هناك.
وغادرنا الكويت على أمل العودة في نهاية الرحلة مرة أخرى لمتابعة المهمة وذلك في الثاني والعشرين من مارس.

إلى دولة العراق:
في هذه الرحلة الميمونة التي بتنا فيها في عبدان بدلا من بغداد,  شاءت الأقدار لنا أن يكون مبيتنا في أول ليلة بعد مغادرتنا الكويت في مدينة عبدان بإيران بدلاً عن مدينة بغداد في العراق, فقد أقلعت بنا الطائرة الداكوتا التي وصلت من المملكة العربية السعودية متوجهة إلى البصرة بالعراق في الساعة الخامسة مساء وبعدها إلى بغداد العاصمة. وفي مطار البصرة لم يستطع قائد الطائرة النزول بها بسبب رداءة الجو (الطوز أو الغوبة) كما يقال, فغادرنا البصرة مرة أخرى, وكانت المفاجأة الثانية وهي أن مطار البصرة لا يمكن الهبوط عليه بسبب رداءة الجو أيضاً, وفي هذا الوقت أخبرنا مضيف الطائرة إن الوقود قارب على الانتهاء لذلك فانه سيوجه إلى أقرب مطار بالمنطقة وهو مطار عبدان في إيران في آخر أمل للنجاة.
وكانت المفاجأة السارة في مطار عبدان واستعد المطار كله في حالة طوارئ لنزول الطائرة الغريبة وبتنا ليلتنا في عبدان بدلاً من بغداد, وفي الصباح توجهنا إلى العراق لنجد وزير التربية العراقي في انتظارنا مبتسماً ومرحباً بنا ومعه مرافقنا الذي أنزلنا في فندق (لابسادور) على نهر دجلة.

استقبال الرئيس عارف:
كانت بداية زيارتنا للعراق يوم الثالث عشر من شهر مارس وهو اليوم الذي استقبلنا فيه وزير التربية وثم عقد جلستين وفي اليوم التالي قمنا بزيارة جامعة بغداد وكلية الطب والكاظمية ومكتبة المثنى الشهيرة, أما في اليوم الثالث فقد كان خصيصاً لاستقبال الرئيس عبد السلام عارف وكان استقبالا طيباً وسلمناه رسالة السلطان عوض القعيطي وطلب منا في الحال ابتعاث  طالب للكلية العسكرية ببغداد على نفقة العراق, وكانت هذه الكلية من أكبر الكليات العسكرية حينذاك.
كما وعد بإرسال مجموعة من المعلمين العراقيين إلى حضرموت بدولتيهما القعيطية والكثيرية آنذاك.

إلى الجمهورية السورية:
بدأت زيارتنا للجمهورية العربية السورية يوم الثاني عشر من مارس وفي ذلك اليوم استقبلنا في الرئيس أمين الحافظ في قصر الرئاسة بحضور الدكتور/....... حداد وزير التربية آنذاك, وقمنا في اليوم التالي بزيارة الوزير في مكتبه وأوضحنا له مهمة الوفد والزيارة وقد وعد بإرسال وفد تربوي لزيارة الدولتين.


زياره الوفد التربوي الحضرمي لاحدى الثانويات النموذجية  بالعاصمه المصرية القاهره

جامعة وإذاعة:

وفي اليوم الثالث قمنا بزيارة إلى جامعة دمشق, ونبع بردى والغوظة وفي المساء استضافت إذاعة دمشق الوفد في لقاء مباشر في مقرها كان فيه عضو الوفد المرحوم الأستاذ/ .................... بمشيئة الله تعالى أكثر ارتياحاً وحماساً لهذه الزيارة فقد كان عضواً في القيادة القطرية أو القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي آنذاك.
ثم غادرنا العاصمة السورية صباح اليوم الرابع في الثاني والعشرين من مارس شاكرين حسن الاستقبال وكرم الضيافة إلى العاصمة اللبنانية براً وفي بيروت العاصمة اللبنانية التقينا بالبعثة الطلابية الحضرمية التي تدرس في الجامعة الأمريكية في ذلك الوقت من بينهم المرحوم الأستاذ/ محمد عبد العزيز طيب الله ثراه, وغادرنا بيروت إذ لم تكن هناك زيارة رسمية للبنان.

من بيروت إلى مصر:
ومن بيروت إلى أرض الكنانة مصر العروبة, وهناك في مطار القاهرة الدولي استقبلنا مندوب الوزارة وهو أستاذ كبير في السن، وصاحب نكتة وظريف, وأنزلنا في أكبر دار للضيافة آنذاك وهو فندق قصر الهرم الذي ينزل فيه كبار الضيوف من الملوك والرؤساء وفي أحسن جناح فيه وقيل لنا إن آخر من نزل فيه هو الملك الحسين بن طلال ملك الأردن.

مع وزير التعليم العالي:
بعد يوم من وصولنا إلى القاهرة في الرابع والعشرين من مارس استقبلنا وزير التعليم العالي الذي سلمناه رسالة السلطان عوض القعيطي إلى قائد ثورة يوليو العربية, وعقدنا جلسة طويلة شرح فيها رئيس الوفد أهداف الزيارة وما نطلبه من مساعدات ثقافية وتربوية.
اللقاء الحاشد والكبير بالطلبة الحضارم الدارسين في التعليم العام والجامعات المصرية:
أثناء زيارتنا لمصر الكنانة كان لقاء الوفد يجمع الطلاب الدارسين في الجامعات المصرية فمنهم من يدرس على حسابه الخاص ومنهم من يدرس على حساب الحكومة المصرية, وأما الهدف من هذا اللقاء التعرف إلى مشاكلهم التعليمية ومحاولة تقديم الحلول لها, وقد تم بعد اللقاء بعث برقية شكر وتقدير من الجميع إلى القيادة المصرية ورئيسها.

في جامعة القاهرة:
قام الوفد خلال زيارته لمصر العروبة بزيارة إلى العديد من الأماكن منها جامعة القاهرة وبعض المؤسسات التربوية والتعليمية كثانوية الاورجان النموذجية والقناطر الخيرية والأهرامات والمتحف المصري والإستاد الرياني الكبير الذي بدأ تشييده في ذلك الوقت وجبل المقطم وحلوان ومتحف الشمع وغيرها من المؤسسات السياحية والأثرية الأخرى.

مأدبة الغداء الكبرى في نادي محمد علي الكبير:

كما أقام وزير التعليم العالي مأدبة غداء كبرى على شرف الوفد حضرها بعض الوزراء والمسئولين في نادي محمد علي الكبير, وهو من أكبر الأندية الثقافية بالقاهرة وبودلت فيها كلمات الترحيب والأحاديث الودية.

لقاء الرئيس الزعيم الخالد جمال عبد الناصر:
كان من المقرر أن يستقبل الرئيس جمال عبد الناصر الوفد لكن الظروف والمناخات السياسية في ذلك الوقت لم تجعلنا نتشرف بزيارة الرئيس واستقباله لنا.
لكن حسن الاستقبال وكرم الضيافة والحفاة التي قوبلنا بها كان لها أثراً كبيراً في نفوسنا, وغادرنا عاصمة الثورة وقاهرة المعز إلى ليبيا الثورة أيضاً وطرابلس السنوسي.

زيارة ليبيا ومقابلة الملك السنوسي:
بدأت زيارتنا إلى ليبيا يوم السابع من شهر ابريل ودامت ثلاثة أيام واستقبلنا في مطار طرابلس الدولي الأستاذ عبد المولى دحمان وكيل وزارة التربية للشئون الفنية الذي عقدنا معه جلسة عمل بالوزارة وسلمناه الاعتماد وهدف الزيارة.
وفي اليوم الثاني استقبلنا الملك السنوسي في قصره وأقام لنا مأدبة غداء, كما قمنا بزيارة المسرح الروحاني الكبير, وفي اليوم الثالث غادرنا طرابلس إلى بنغازي مروراً وفي بنغازي وفي صالة المطار الكبرى التقينا بالطلبة الدارسين فيها من حضرموت ومن بينهم الأساتذة عبد اللاه محمد هاشم السقاف, وعبد الرءوف عبد الله بن ثعلب, ثم واصلنا الرحلة إلى القاهرة مرة أخرى للاستعداد للسفر إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة.

إلى المملكة العربية السعودية:

وصلنا إلى مطار جدة الدولي فجر يوم السادس عشر من شهر ابريل وكان في استقبالنا الشيخ عمر السريع بادحدح العمودي, ومندوب من وزارة التربية والتعليم والشيخ.............. وقد تم ترتيب نزولنا في فندق الحرمين وهو من أكبر فنادق جدة وفي الجناح الخاص الأعلى لنزول كبار الضيوف.

استقبال الملك فيصل لوفدنا وتسلميه رسالة أخيه السلطان عوض:
لعل ما تميز به هذه الزيارة هو الاستقبال الطيب الذي استقبلنا به الملك الشجاع الذكي المتواضع فيصل بن عبد العزيز آل سعود, وقد تم هذا الاستقبال بعد أن أدى الوفد فريضة الحج في قصر الملك بجدة بحضور الشيخ عمر العمودي عضو الغرفة التجارية السعودية ورجال الأعمال المعروف الذي كان دائماً يحيط بالوفد بعنايته ورعايته.
وما لفت نظرنا هو أننا كنا أول وفد يستقبله الملك فيصل قبل كل الوفود الرسمية الحاضرة في ذلك الوقت, وكان مقرراً أن تكون مدة اللقاء ربع ساعة إذ فتح رئيس الديوان الملكي الباب ثلاث مرات للاستذان بنهاية اللقاء ولكن الملك فيصل واصل لقاءه معنا إذ كان يستعرض مشكلات المنطقة بكل ثقة ووضوح للسعي والعمل على حلها, ويبدي تفهمه لقضايا شعبه السعودي وقضايا جيرانه وقضايا الأمة العربية والإسلامية بأسرها.

اللقاء الموسع:
وكان قد تم قبل ذلك الاستقبال الملكي, عقد اجتماع موسع في أحد بيوت الشباب المغترب في جدة حضره بعض الشخصيات الاجتماعية وشرح فيه رئيس الوفد الدكتور محمد بافقيه مهام الوفد وأهداف زيارته لمختلف البلدان العربية.

احتفاء كبار رجال الأعمال الحضارم:

احتفى كبار رجال الأعمال الحضارم في جدة بوفدنا الثقافي التربوي وقد أقام الشيخ........... بن محفوظ حفل مأدبة عشاء كبرى في قصره على شرف الوفد ووفد ما يسمى برابطة أبناء الجنوب العربي الموجودين آنذاك لزيارة المملكة العربية السعودية.
كما أقام الشيخ باحمدان مأدبة عشاء على شرف الوفد وبعض الشخصيات الأخرى في بيته بجدة.
أما الشيخ أحمد سعيد بقشان فقد كنا في ضيافته كل جمعة في قصره بمكة الذي يطل على الحرم المكي والكعبة المشرفة, وإنني هنا أسجل شكري وتقديري لهذه الشخصيات الجليلة الطيبة وللشيخ الفاضل عمر السبيع العمودي, الذي كان له الأثر الأكبر في نجاح زيارتنا للملكة العربية.


زيارة الوفد التربوي والثقافي الحضرمي للمعهد الديني بالعاصمه القطرية الدوحه

خبر زيارتنا في صحيفة المدينة السعودية:

نشرت صحيفة المدينة الصادرة بالمملكة العربية السعودية تغطية صحافية واسعة حول زيارة الوفد إذا استضافتنا, قدمنا من خلال هذه الاستضافة الصحافية أشياء وأشياء عن أهداف وأبعاد الزيارة وغيرها من الآراء الأخرى.
وقد زرنا مدينة الرياض ومكثنا فيها يومين وغادرنا المملكة العربية السعودية بتاريخ 13 مايو إلى الكويت.

عود إلى بدء إلى دولة الكويت:
عدنا إلى دولة الكويت مرة أخرى والعود أحمد كما يقولون وبعثنا بعد وصولنا برقية شكر وتقدير للملك فيصل والقيادة السعودية على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والتجاوب الطيب والتفهم الواضح للهدف من زيارتنا.
كان في استقبالنا في مطار الكويت مندوب من وزارة التربية والتعليم وتم عقد جلسة أخيرة ثم عدنا بعد ذلك إلى البحرين في طريقنا إلى عدن وكان في استقبالنا في مطار المنامة الشيخ الجليل مصيقر الذي كان رجلاً مهماً في البحرين ويحظى بتقدير واحترام أهلها, وبعد الفجر وتأدية الصلاة داخل فندق الشيخ مصيقر, في المنامة غادرنا البحرين عائدين إلى أرض الوطن بمدينة عدن في السابع عشر من مايو 1964م وكان مصيقر يرحمه الله شخصاً محباً للمرح وقد قال لنا عند وصولنا إلى المنامة انه تسلم برقية من المكلا تشعره بأن السلطان عوض بن صالح القعيطي سيصل في طريقه إلى الهند إلى المنامة وسينزل في فندقه هذا غير انه تأخر ولهذا فإنني استقبل اليوم ثلاثة سلاطين بدلاً من سلطان واحد (ويقصد نحن أعضاء الوفد الثلاثة).

ماذا بعد.. وكيف كانت النتائج:
لقد بذلت الدول العربية الشقيقة التي زارها الوفد الثقافي التربوي وهي البحرين وقطر والكويت والعراق وسورية ولبنان وليبيا ومصر والسعودية, كل ما في وسعها ووفق إمكانياتها المتاحة آنذاك, وكان تجاوبها مشجعاً حول ما يمكن أن تقدمه من مساعدات تربوية, فماذا كانت النتائج الأولية لهذه الزيارة..
1-كانت المملكة العربية السعودية أول الدول مبادرة, فقد بعثت بأكثر من عشرين معلماً إلى حضرموت للتدريس في مدارس التعليم الأساسي والابتدائي والإعدادي, كدفعة أولى وعلى حساب المملكة برئاسة الأستاذ الدابل, وتم توزيعهم على مدارس المدن الكبرى في السلطنة.
2-كما بدأت دولة الكويت بتشييد وبناء المدارس الثانوية ودور المعلمين بمدينة المكلا, كما أرسلت مجموعة من المدرسين الفلسطينيين على نفقتها الخاصة.
3-قامت ليبيا ببناء مدرسة ثانوية كبيرة وحديثة على نفقتها تحولت فيما بعد إلى كلية للتربية التي أضحت نواة لجامعة حضرموت.
4-كما أرسلت تلك الدول أيضاً بعضاً من الوسائل التعليمية للمدارس.
5- وصول وفد تربوي من الجمهورية السورية للوقوف وتحديد ما يمكن تقديمه من مشاريع ووسائل تعليمية للمدارس.
6- كما أسهمت الحكومة المصرية في هذا المجال وتم إرسال أسماء مجموعة كبيرة من المعلمين للتدريس في المدارس الإعدادية والثانوية غير ان المستشارية وإدارتها بالمكلا رفضت استقدام هؤلاء فكانت المسيرة الجماهيرية الكبرى التي شهدتها مدينة المكلا تندد برفض المستشارية وعدم استقدام هؤلاء المعلمين.
7- موافقة العراق على قبول 15 طالباً حضرمياً للدراسة في الكلية العسكرية ببغداد على نفقتها.
8- وكان من الممكن أن تتواصل هذه المساعدات لولا الظروف والمناخات السياسية التي ألقت بظلالها خلال تلك المرحلة الزمنية.

مسك الختام:

لقد رجعنا من رحلتنا المكوكية تلك إلى مدينتنا المكلا ونفوسنا راضية ومطمئنة, ندعو بالامتنان لهؤلاء الإخوة المسئولين الكبار تربويين وسياسيين من كل تلك الدول العربية الشقيقة الأصيلة التي تشرفنا بزيارتها, ومن أعماقنا رفعنا إليهم آيات الشكر والتقدير.
* عضو الوفد الثقافي التربوي الحضرمي
6 رجب 1431هـ
20 فبراير 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق